شهدت محافظة الجيزة خلال فترة الأحداث الأخيرة أعمال عنف وتخريب من أنصار الرئيس المعزول, بدأت من مكان اعتصامهم بميدان النهضة,
وامتدت إلي مناطق أخري عديدة, كان من بينها الحريق الذي أشعله أنصار الرئيس المعزول في مبني ديوان عام المحافظة ومبني كلية الهندسة بجامعة القاهرة وسور الجامعة, وتخريب بنية ميدان النهضة والحدائق المحيطة, به وعلي رأسها حديقة الأورمان, وأجزاء في حديقة الحيوان, بالإضافة إلي ميداني مصطفي محمود بالمهندسين والحصري في6 أكتوبر.
التقديرات المبدئية أشارت إلي أن إعادة تأهيل وإصلاح ما تم من تلفيات وخسائر يصل لنحو58 مليون جنيه.
وحول الوضع الحالي في المحافظة وما يجري فيها من عمليات إصلاح وترميم لما تم إتلافه.. يدور الحوار مع الدكتور علي عبدالرحمن ـ محافظ الجيزة:
التقديرات المبدئية أشارت إلي أن إعادة تأهيل وإصلاح ما تم من تلفيات وخسائر يصل لنحو58 مليون جنيه.
وحول الوضع الحالي في المحافظة وما يجري فيها من عمليات إصلاح وترميم لما تم إتلافه.. يدور الحوار مع الدكتور علي عبدالرحمن ـ محافظ الجيزة:
ما خطة العمل التي بدأتم في إجرائها لإصلاح التلفيات التي طالت مبني الديوان العام بالإضافة إلي الأماكن الأخري التي امتدت إليها أيادي التخريب والإتلاف؟
العمل يجري حاليا لإعادة إنشاء وإصلاح التلفيات في عدة مواقع مهمة بالنسبة للمحافظة سواء من حيث رمزيتها وما تمثله من قيمة تراثية, أو من حيث عدد المواطنين المترددين عليها, وتم إعداد حصر وبيان للتلفيات لكل موقع علي حدة, وتم عرض ذلك علي اللواء عادل لبيب ـ وزير التنمية المحلية ـ ليقوم بدوره بعرضها علي مجلس الوزراء, وأيضا تم عرض ذلك علي الدكتور أشرف العربي ـ وزير التخطيط حتي يكون هناك دعم من وزارة المالية لاستكمال وإتمام العمل في أقرب وقت, نظرا لأهمية هذا الدعم فيما يتم من إنشاءات وإصلاحات تبلغ تقديراتها المبدئية نحو58 مليون جنيه, سواء بالنسبة لمباني ديوان عام المحافظة أو منطقة ميدان النهضة, وميداني مصطفي محمود بالمهندسين والحصري بمدينة أكتوبر.
ما حجم الخسائر في كل قطاع.. وكيف يسير نظام العمل خلال الفترة الحالية؟
بلغت التقديرات المبدئية للخسائر في حريق ديوان عام المحافظة نحو35 مليون جنيه, شملت أجهزة كمبيوتر وأثاثات ومعدات وحوائط وأجهزة تكييفات وأجهزة كهربائية وسيارات تم إحراقها بالكامل, وبدأت الشركة المنفذة لعمليات الإصلاح ـ المقاولون العرب ـ العمل بعد وقوع تلك الأحداث المؤسفة بيومين, حيث يتم الآن ترميم الحوائط, بالإضافة لرفع مخلفات الحريق الذي تم بمعاونة أجهزة المحافظة, حيث تم البدء بالمبني الإداري تمهيدا لعودة الموظفين لأماكنهم بصورة طبيعية في الوقت الذي تم فيه توفير أماكن أخري تابعة للمحافظة لاستمرار تقديم الخدمات لمواطني الجيزة, وعودة باقي الموظفين علي مراحل في فترة تستغرق شهرا, حيث سيعود50% من الموظفين لاعمالهم, ومن المنتظر أن ينتهي العمل في ترميم المباني الثلاثة بالكامل بالديوان خلال شهرين, وفي الوقت نفسه يجري إعادة تأهيل ميدان نهضة مصر, والأماكن المحيطة به, بالإضافة إلي التمثال, ويجري التنسيق في ذلك مع وزارة الإسكان إلي جانب ترميم وإصلاح سور واجهة جامعة القاهرة والباب الرئيسي بالتنسيق مع وزارة الآثار, ومعالجة النخيل الأثري والتاريخي أمام الجامعة بالتنسيق مع كلية الزراعة جامعة القاهرة, بحيث ستنتهي هذه الأعمال قبل بدء العام الدراسي الجديد, وأيضا تم التنسيق مع وزارة الزراعة لتقوم بإعادة ما تم إتلافه بحديقة الأورمان التي تقع في إطار عملها, لتعود إلي ما كانت عليه حديقة علمية وترفيهية بعد أن تم إتلاف الخضرة والأشجار الأثرية ذات القيمة التراثية بها.
بالإضافة لما يجري من عمليات إصلاح وترميم.. ما صورة العمل الإداري التي ستتم خلال الفترة المقبلة فيما يخص تقديم وتيسير الخدمات للمواطنين؟
سيتم العمل في ذلك خلال المرحلة التالية بعد إعادة الترميم, وسوف يتمثل في إعادة هيكلة المديريات التي أصبحت تتبع المحافظ مباشرة, من حيث الإشراف المالي والإداري, وسيجري تقييم الأداء من أجل المواطن من خلال إتاحة الفرصة لقيادات جديدة, وهو ما تقوم به المحافظة دوريا سواء بالنسبة للمديريات أو المراكز أو المدن أو الأحياء بهدف بلورة صياغة جديدة للعمل, خاصة أن الفترة الحالية تتسم بالاهتمام بالمواطن, وهو ما يعني عدم وجود أي تأخير أو تقصير في الخدمة المقدمة له, فعنوان عمل المرحلة المقبلة سيكون هو السرعة في الإنجاز بعيدا عن الإجراءات المطولة, واختيار الخدمات الملحة والعاجلة, ووضع جدول للأولويات بما يتيح تيسير الخدمة للمواطنين.
وتتضمن محاور العمل تنمية الموارد من خلال الأجهزة الاستثمارية التابعة للمحافظة لزيادة الموارد من أجل النهوض بالخدمات, حيث يأتي في مقدمتها قطاع المناجم والمحاجر لضبط وزيادة موارد هذا القطاع المهم من خلال إحكام السيطرة والتعاون مع الجهات الأمنية للسيطرة علي المنافذ.
وفيما يتعلق بالمحور السابق للعمل في الفترة المقبلة, فقد أصدرت تعليمات بمنح رؤساء المراكز والأحياء مهلة شهرا للنهوض بمستوي الأداء في النظافة بصفة عامة, وبعدها سيتم تقييم أداء هذه القيادات, بحيث لا يكون هناك مكان لمتراخ أو متهاون أو متكاسل عن العمل.
أما في إطار مسئولية المحافظ المباشرة في الإشراف المالي والإداري علي المديريات, فإنه علي سبيل المثال لا الحصر, تم تخصيص مبلغ50مليون جنيه لرصف طرق وشوارع علي مستوي المحافظة, حيث سيبدأ العمل في تنفيذها خلال شهر من الآن وفق خريطة بالأماكن المستهدف رصفها والبرنامج الزمني للانتهاء منها, ومن بين محاور واستراتيجيات العمل الاستفادة من الأماكن غير المستغلة بما يحقق خدمة المواطن من ناحية وزيادة الموارد من ناحية أخري من خلال استغلال تلك الأماكن, ومنها أسفل الكباري, والطريق الدائري, باعتبار هذه الأماكن ملكية عامة, ليتم استغلالها بنظام حق الانتفاع, حيث سيجري تحديد شكل وإطار هذا الطرح بما يؤدي إلي الاستغلال الأمثل لهذه الأماكن.. كما أنه في إطار النهوض بمنظومة العمل علي كل المستويات, فإن المحافظة تبحث إمكانية إشراك الشباب في منظومة العمل, حيث سيتم عقد لقاءات خلال الأيام المقبلة لبلورة تلك الفكرة, ووضع تصور عملي وواقعي لها.
ماذا عن أزمة النظافة وأوضاع الشركات القائمة علي ذلك ودور هيئة النظافة؟
ثبت وبصورة قاطعة وفق تقييم ومتابعة الأداء فشل نظام المناقصات بإسناد العمل لشركات بصورة كبيرة, فهذه الشركات لم تحقق النتائج المطلوبة والمرجوة, لذلك فإن المحافظة من خلال هيئة النظافة والتجميل رأت أن يكون التعامل من خلال التعاقد مع المتعهدين بدلا من الشركات هو الأفضل, نظرا لقيام الشركات الفائزة بالمناقصة بالتعاقد مع متعهدين من الباطن, وهو ما أدي إلي قصور في العمل ولنتائج سيئة.
ولمواجهة هذا الأداء المتدني لبعض الشركات والإمكانات المحدودة لهيئة النظافة, نري أن دعم وزارة المالية ضروري جدا, حيث إن القاهرة تنال دعما يبلغ نحو500 مليون جنيه سنويا, في حين أن الجيزة تعتمد فقط علي دعم في صورة معدات من وزارة البيئة أو في صورة دعم مالي محدود لا يتناسب مع نسبة السكان إذا قارنا ذلك بالقاهرة, أي أن دعمنا لا يتعدي واحد علي عشرة مما تناله القاهرة.
وما خطة المحافظة للقضاء علي العشوائيات؟
نبذل جهودا كبيرة للحد من العشوائيات, حيث إن في الجيزة73 منطقة عشوائية غير مخططة, أي نحو21% من حجم المحافظة يدخل في إطار العشوائيات, وهناك جهود نقوم بها للحد منها, منها ما يجري بالتنسيق مع الجهات المعنية مثل صندوق تطوير العشوائيات بالمحافظة, وقد قمنا بمجهودات كبيرة للحد من العشوائيات ببناء مساكن في المناطق نفسها التي تضم العشش والحياة غير الآدمية في البدرومات للقضاء عليها ببناء ثلاث عمارات كمرحلة أولي لساكني عشوائيات السكة الحديد ببولاق الدكرور مثلا, وسوف يتم تسليم الوحدات خلال شهرين, كما تم بناء عمارتين لسكان أرض عزيز عزت سيتم تسليمهما للأهالي خلال أربعة أشهر, و يأتي ذلك من خلال التعامل وفقا للمتاح من أموال.
ما حجم التعديات علي الأراضي الزراعية؟
بلغ حجم التعديات خلال العامين الأخيرين نحو500 فدان, وتمت إزالة تلك التعديات بمعدل من20 إلي70%, وفقا لظروف كل منطقة وملاءمتها للحيز العمراني, ووفقا للظروف الأمنية في الفترة الحالية.
المصدر:http://www.ahram.org.eg